I'm not just a donkey - I'm a terrorist one

Monday 27 September 2010

الجبل غسان سلهب

انتهى عرض فيلم "الجبل" لغسان سلهب(ضمن مهرجان أيام بيروت السينمائية) على خير للبعض، وعلى نعاس مستفحل للبعض الآخر، وعلى نشاط ما بعد الفيلم للصحافيين والمبيضين و"النت وركرز"... وهم كثر وبلا عازة في البلد

البعض خرج قبل انتهاء الفيلم، فهذه ليست السينما التي يحبون، أو يريدون أو يتتبعون... دخنوا سجائرهم و انتظروا خروج العقول من الصالة...فتح الباب، خرج البعض (الذين لا يكترثون للأسماء أو الكرديتس) وبقي البعض لمشاهدة دعسات غسان سلهب الأخيرة على الثلج.


 هؤلاء (الذين خرجوا قبل انتهاء الفيلم) أرادوا تسجيل موقف ربما، وهذا حق طبيعي لهم
لا غصب في السينما، فهي ليست دينا ولا حزبا ولا طائفة
لا لوم عليهم، فليدّخنوا سجائرهم وليقرقشوا بشارهم

منهم من بقي حتى انتهاء الفيلم، هذا مبدأ ساروا عليه في السينما والمسرح منذ بدء مسيرتهم الثقافية
تحملوا القبيح والعاطل لكنهم بقوا متمسكين بملازمة مقاعدهم حتى النهاية

منهم من بقي لإثبات وجودهم كمثقفين وسينمائيين و...و...عيب فيلم غسان
من هؤلاء كان من يشخّر منذ الدقيقة العشرين في الفيلم وهنّأ غسان بعد الفيلم وقبّله الثلاث...وقال رائع أنت يا غسان
غسان شكره بلطفه وطبعا يعرف أنه كاذب

الباحه الخارجية للسينما تغطّت بالدخان، وهي عادة عالمية (قبل منع الدخان في الأماكن العامة المغلقة) بالتعبير عن عمق الفيلم أو سذاجته...فالسيچارة حاضرة في كلتي الحالتين، وطبعا من عادات اللبناني التضخيم
فهناك من ولّع ثلاث سجائر دفعة واحدة، فقط ليثبت لمثقف آخر يمتص دخان سيجارتين، أن الفيلم عميق لدرجة الخطورة  
غسان في البعيد يشاهدهم يتنشق دخانهم وخراهم في آن

الفيلم كان شديد البطء...نعم
فادي أبي سمرا كان رائعا...فادي أبي سمرا في أعلى مستواه...طيز فادي أبي سمرا...كان تمثيله خارجيا...لم أحس معه....لا أنا حسّيت معو...

غسان يتسمّع أو لايتسمع، كان موجودا هناك أو لم يكن...مش مهم
فهو يستطيع أن يكون أينما يشاء
أنا أغفر له
لأنه استطاع أخذي في رحلة كنت أبحث عنها...رحلة أسمع كلمات جوني كاش فيها
رحلة لا تتوقف على باب المطار وتنتهي بالدموع
رحلة لا توقفها "تحويلة" أو حادث أو موت
رحلة رسمها لي غسان و لم يحددها
فذهبت حيثما أشاء
لا كلام في الفيلم، ولماذا الكلام عندما يكون غسان يرسم وسرمد لويس يضيئ ويصوّر ورنا عيد تتسمع
   
القصة كانت حاضرة بقوة في الفيلم بعكس ما انتقده البعض عن غياب القصة، أو خصخصة القصة بغسان فقط،
فالقصة التي تتحول من قصة واحدة خاصة(ربما)، إلى قصص، يستطيع المتفرج أن يؤلفها بنفسه عند مشاهدة الفيلم أو بعده (وهو أمر أهم في السينما) تشرح مدى قوة القصة في "الجبل".
 غسان لم يخبر جمهوره ماذا سيفعل فادي...أو ما قد يحصل له
سار المتفرج مع البطل من البداية إلى النهاية بلا أفضلية، على عكس ما يجري في الأفلام الهوليودية، حيث يتقدم المتفرج على البطل في المعرفة بغية دراما أقوى وتعاطف أكبر مع البطل...لكن غسان ليس من هذه المدرسة و هو بعيد عنها كل البعد
ربما أفلام غسان هي أفلام خاصة كما يقول هو لكنها بنفس الوقت ديمقراطية بامتياز، لا تفرض على حاضرها رأي أو عضة...تترك للمتفرج مسؤلية التفكير وهي ليست من عاداته في أغلب الأحيان.  


احترام غسان سلهب واجب على رواد السينما من مثقفين أو فلاحين
يساريين أو قدامى،
صحافيين أو متفزلكين
فهو يصنع سينما خاصة به، سينما بعيدة عن سينما الفاست فود
وهو ما زال قادرا أن يجد من يؤمن به من منتج وموزّع و جمهور

No comments: