I'm not just a donkey - I'm a terrorist one

Monday 28 May 2012

أريد الرحيل



علي فرزات




هناك في شارع ضيق في الحمرا يعّج بالحانات ويضّج بالموسيقى يقف الشباب والشابات في مجموعات،
يشربون، 
يتحدثون في الحب والسياسة والموسيقى
ويحلمون 
يضحكون ويتمايلون، يستقبلون الصيف بنخب وفرح.

تقف سيارة في رأس الشارع، يترجل منها شاب من جيلهم،
 يلبس الجينز والقميص الأبيض والحذاء المروّس الطويل،
ذقنه مخططة على الموس.
يصرخ بصوت عال غطى بقوته  على موسيقىة تسع حانات:
" راجعة الحرب يا إخوات المنيوكة، راجعة الحرب"
عاد إلى السيارة وذهبت به إلى حيث لا ندري...


هناك على طريق المطار يقطعون الطريق ويحرقون الدواليب...
هنا في سد البوشرية إطلاق نار... 
هناك في اليسوعية سحاسيح بين الكتائب وحزب الله
في طرابلس تبادل لإطلاق نار، يموت الشيخ...ويا لموت الشيخ
بعيدا في سوريا عملية خطف، 
هناك في كاراكاس مسرحية تفتح براديها لتطل القاعدة علينا من الحمرا
هنا على الشاشة السيد يشكر بشار والحكومة السورية والتركية والحريري والله تعالى على نجاح عملية إسترداد المخطوفين.
هناك في الحولة يقتل النظام ٣٢ طفلا ويدفنهم على مرأى الكوكب وبكل برودة أعصاب.
هنا خلف الشاشة رئيس الحكومة جالس ويخبط على رأسه - يغمى عليه - وما يزال
هناك في حماه مجزرة جديدة.
هنا شاب جديد يموت على حاجز جيش.
هناك على الطريق إلى تركيا تلف القافلة وتعود إلى سوريا بالمخطوفين.
هنا نشعل دواليب جديدة ومستعملة.
هناك في الدهاليز محادثات على أعلى المستويات.
هنا في رأسي قرف أعلى من أعلى المستويات.


أريد الرحيل.





Sunday 27 May 2012

الخادمتان



 لم تكن إبتسام من النوع المجد أو المجتهد في الحياة، ولم تكن من النوع الذي يتحلى بالإصرار لتحقيق أهداف كبرى تؤهلها للترقي في حياتها المهنية مستقبلاً كانت شخصا عادياً تحب الحياة تجد الأطفال مصدرا للتسلية لها لا أكثر ولا أقل وكانت هذه الهواية دافعاً لها لاختيار اختصاصها الدراسي.فهي وبعد أن اجتازت صفوفها الابتدائية والتكميلية بنجاح عادي إن لم تفل محفوف بخطر الرسوب دوماً توجهت فور إنهائها لصف البريفيه إلى التخصص بمادة التربية الحضانية للأطفال رغم معرفتها المسبقة بالسيناريو المرسوم لها فور إنهائها لتخصصها أي أن تصبح معلمة ترعى الأطفال في سنينهم الدراسية الأولىوكان معلوماً لديها المرتب الزهيد الذي تتقاضاه المعلمات في هذه المرحلة التعليمية إلا أنها وبسبب معرفتها لإمكاناتها وتواضع طموحاتها في الحياة كانت راضية عن خياراتها خاصة وأن تخصصها بالنسبة إليها مصدراً للتسلية والترفيه وقضاء الوقت وسط أطفال تستطيع أن تملك حرية الحركة والمبادرة بينهم وتكون هي من يتحكم فيهم ويعطيهم الأوامر في الساعات التي تقضيها معهم.إلا أن خط سير حياتها تضارب مع السيناريو المتواضع الذي وضعته في رأسها. فقبل انتهاء عامها الدراسي الأخير في مهنيتها بقليل وقبل بدئها التفتيش عن مدرسة تستقبلها لرعاية الاطفال في أحد صفوفها جاء إبن خالتها المهاجر من أفريقيا والمطلق حديثاً إلى منزل والديها طالباً يدها للزواج فتحفظت الوالدة بداية ريثما تفاتح إبنتها بالموضوع خاصة وإن للعريس ولدين من زواجه الأول ولا بدّ من رعايتهما وافقت إبتسام على مشروع إبن خالتها من فورها معللة قبولها السريع لوالدتها بأنها كانت سترعى أولاد الغرباء في المدرسة فكيف والحال أن العريس وولداه يمتون إليها بصلة القرابة فإنقطعت عن الذهاب إلى مدرستها فور إبلاغها قرارها لإمها إلا أنها اشترطت جملة أمور على إبن خالتها كان من بينها خادمتان واحدة للمساعدة في ترتيب شؤون المنزل وأخرى للمساعدة في حضانة الطفلين.

                                                                                                                                              عادل نصار

Tuesday 22 May 2012

شقراء على دراجة

أخرج إلى الشرفة وأتطلع للأعلى...أتنشق دخان سيجارتي وأرسل معه أشواقي فتعلو صعودا..
أدخل إلى غرفة الجلوس وأتطلع خارجا...أراها على دراجة هوائية تمّر مسرعة...ألمح شعرها الأشقر يطير خلفها مسرعا
أدخل فراشي وأتطلع في عتم الليل، أنتظرها...فلا تأتي
أدخل في أحلامي...فتقرع جرس نومي...وتضيء ليلي ببسمة...وتهرب
تهرب على دراجة هوائية مسرعة...في شوارع بيروت...في أرقتها...
تدخل في نفق....هل ستخرج منه سليمة??....طبعا....تخرج مبتسمة
على رأسها تضع سماعات ملونة
في أذنيها موسيقى
كم أتمنى لو كنت أنا موسيقاها...
كم أتمنى لو لدراجتها مقعد في الخلف أجلس عليه وأضمها....ونسرح في شوارع العاصمة...
كحبيبين
كصديقين أو رفيقين....أشد عليها وهي تدور بي...
أصحى من حلمي...
أغلي مياه ركوتي...ألّقم قهوتي...تفوح منها رائحة الهال وتعلو صعودا...
أحمل فنجاني....وأخرچ إلى الشرفة، أتطلع للأعلى...أتنشق دخان سيجارتي وأرسل معه أشواقي فتعلو صعودا
أدخل غرفة الجلوس...أفتح بردياتي، أتطلع خارجا، أراها على دراجة هوائية تمّر مسرعة...ألمح شعرها الأشقر يطير خلفها مسرعا
لم أكن أعلم أن لديها دراجة
لم أكن أعلم أنها تقود الدراجات
لم أكن أعلم أن الدراجات تقودها شقراوات في بيروت
لم أكن أعلم أي شيء...
الآن فات وقت المعرفة...وحان وقت الصمت
لن أتفوه بكلمة....فالكلمات إختراع قديم....
تمحى بلحظة....تحرق الأوراق وتحرق معها الكلمات....
سأحتفظ بكلماتي لنفسي....سأنفخها صعودا مع سيجارتي
ستلتقطها إن أرادت....وستتركها لتطير مع شعرها إن أرادت....
سأفضل صامتا....وسأدعها تسرح وتمرح في المدينة
شقراء على دراجة.... 

رسالة إلى وديع الصافي\ يا قطعة سما

يعني صديقي وديع بدي إعتذر منك ومن شطحاتك ومن لبنانك وبحة صوتك تقلّك "تفي" على هيك قطعة،
هيدا مش قطعة سما خيي وحبيبي إنت...
هيدا إذا شي كثير علي يكون قطعة خرا قاطع عليها وقت طويل  بمخزن معفّن مليان رطوبة إلو سنين...
قطعة مين يا حبيبي والناس عم توّلع دواليب؟
قطعة مين وعندك هيك مشتل من الزعما الكبار العباقرة من كبيرن لوئام وهاب وما يشبهه!
قطعة مين أصلا قدرانة تتحمل شعب في يوّلع ١٠٠ دولاب بالدقيقة وما يفكّر لو لثانية!
قطعة مين قدرانة تستوعب شعب أسرع من "كلينت إيستوود" بالكبس على الزنبرة!  أكيد سامع بالزنبرة
 قطعة سما يا منيك ومن كل عقلك؟
وحاطط عصافير بمقدمة الغنية؟ إنو عم تهيينا لدخول المزرعة؟ زبطت معك
ولوحات الله راسمها...إيه بطّلو مبينين غطاهن دخان الدواليب إذا شي
والشطحات صارو أخرآ من الخرا حبيبي

صديقي وّفر على شفافك صلا، وقول لكل الحواليك كمان يخففوا صلا ويشوفولن شي شغلة ثانية يعبوا وقتن فيها!
لأن الصلا ما عم بجيب غير حرق الدواليب بالشارع
وإستفراغ عندي بالبيت.

شكرا لسماعك.
الحمار الإرهابي