لم أسمع صوت أبو حسين ولا جعير عائلته منذ مدة. ظننت أنه رحل من الشارع ليسكن في مكان آخر. لكنه لم يفعل
مازال جاري، لكنه توقف منذ مدة عن ضرب العائلة لأسباب شخصية، هذا ما تبين بعد حديثي معه اليوم
فاليوم وعند خروجي من باب البناية، رأيت أبو حسين جالسا على كرسي على الرصيف
يده اليسرى على فمه، بينما يده اليمنى أدخلها من بين أزرار قميصه مداعبا شعرات كرشه فوق الزكرة
كان واضحا أنه مهموم، يفكر، يعصر على خليات رأسه
يعّض على لسانه حينا، ويمّص أصبع يده الوسط أحيانا
وقفت أنظر إليه، أريد أخذ صورته
مددت يدي إلى جيبي وإلتقطت تلفوني
وضعته أمام وجهي ونظرت إلى الكاميرا
أبو حسين يحدق فيي
يده اليمنى تركت كرشه وبهدوء وها هي تومؤ لي بالإقتراب
دبّ الحوف بي، إقشعّر بدني
أعدت التلفون إلى جيبي
وحاولت أن أتظاهر أنني لم أراه، محاولة هبلة ملؤها الجبن
فكيف تستطيع أن تتظاهر بعدم رؤية شخص وأنت تحمل كاميرا في وجهه؟؟
غباء
ترك أبو حسين كرسيه وإقترب مني، كدت أبول في ثيابي لكنني تمالكتها
ظننت أنه سيضربني، أو سيقتلني بفرده المختبئ فوق بيضاته
لكنه لم يفعل
خذلني أبو حسين
إقترب مني وهمس: ليلى الصلح حمادة
أجبته بسؤال: شو بها؟
قال: من وين بتجيب هالنشاط؟ إلي خمس تشهر ما عم بعمل شي غير مص أصابعي وحك راسي لأعرف من وين بتجيب هالنشاط، صبحية بعكار، قهوة بطرابلس، غدا بصيدا، وعصرونية ببنت جبيل؟ عشا ببيروت، كلن بيوم واحد؟ قلي من وين بتجيب هالنشاط؟
أذهلني بسؤاله أبوحسين، عرفت في هذه اللحظة أن صمته طوال هذه المدة كان لسبب وجيه: نشاط ليلى
طالما تساءلت أنا عن نشاطها أيضا
.
لم ينتظر أبو حسين جوابي، إنصرف وجلس على كرسيه
يده اليسرى على فمه، ويده اليمنى تداعب شعرات كرشه فوق الزكرة
وليلى الصلح حمادة نشيطة في رأسه
No comments:
Post a Comment