تركت منزلي عند الساعة الثامنة هربا من العرس الملكي
ومن ملايين الأغبياء الذين حضروه جسديا و تلفزيونيا
وضعت اللبن على شاشة التلفزيون وبدأ يزرزب نزولا على وجه "كايت" حينا وعلى "وليمز" حينا أخر
ثم صدر صوت "خششش" من فم الملكة
حينها خرجت تاركا الباب مفتوحا لفئران الشارع لإلتهامه مع اللبن بما فيه من مذيعين ومذيعات ملوك وملكات
توجهت إلى الحمرا طالبا بعضا من الهواء الملوث بمازوت الڤانات الحمراء
وبعضا من الصفاء برفقة زمامير السرڤيسات والسائقين الأوباش
الحمرا كانت مكتظة بالناس والسيارات والموتسيكلات
منهم من أتى ليتبضع، ومنهم من أتى ليتفرج
منهم من أتى ليسكر، ومنهم من أتى بغية الأرغلة
مشيت على الرصيف أتنشق ذلك الهواء وأطرب لتلك الأصوات
وصلت إلى سينما إسترال لأتفاجأ بوجود مكثف للجيش وقوى الأمن الداخلي
ماذا يفعل الجيش والدرك مجتمعين في الحمرا؟
هل من إعتدى على بعض الأملاك العامة؟
لا
الحمدلله
ماذا إذن؟
الجيش يفصل مجموعتين من الناس
المجموعة الأولى أتت لتضيء الشموع لشهداء درعا
والمجموعة الثانية أتت لتهتف لبشار الأسد، وفي هذه المجموعة من أتى ليحمل أولئك الذين يهتفون لبشار الأسد
وقفت أمام سينما إسترال وصفنت
بهذا المشهد الديمقراطي الرائع
إضاءة شموع من جهة وهتافات من جهة أخرى وعناصر الأمن في الوسط
عظيمة هي الحمرا
إلا أن عيني رمشت لثانية وحين فتحتها مرة جديدة، كان المشهد مختلفا
جيب "شيروكي" لونه زيتي وزجاجه أسود ونمرته تبدأ ب١٧٧ كان قد توقف أمامي في لحظة رمشة العين
وخرج منه مجموعة شباب من الحجم العريض والوزن الثقيل - ضغّيطة
ثلاثة منهم توجهوا إلى سينما إسترال وواحد وقف يحرس صندوق الجيب
ماذا في الصندوق؟ لا أحد يعرف، ربما بعض السندويشات أو العصي وربما كاتيوشيا
حشريتي دفعتني إلى الإقتراب من "الأكشن" فلحقت بشباب الجيب، ووصلت إلى منطقة خط التماس وصفنت مجددا
رجل كبير، عيونه كبار، أذنية كبار، فمه كبير، عضلاته كبار يحمل كاميرة ڤيديو صغيرة ويصور وجوه الذين يضيئون الشموع "كلوس آب" علّه يصنع فيلما وثائقيا قلت في صفنتي وتابعت الأحداث
،
مجموعة قليلة من الشابات والشباب يتحلقون حول شموع مضاءة، يتكلمون بصوت منخفض من جهة
ومن جهة ثانية مجموعة من "الفيزيكجية" من الحزب القومي السوري، وبعض الشباب السوريين يهتفون لبشار وحسن نصرالله حاملين صوره تحت إعلان مكتوب عليه: تصفية عامة
ومن ثم رجل يحمل صورة بشار ويتوجه بإتجاه الشموع ليتصور في الضوء لا ليستفز الموجودين ويبث الرعب في قلوبهم
سيبدأ المشكل
There will be blood
تذكرت صندوق جيب الشيروكي وقررت المضي بطريقي
نسيت ما رأيت وأكملت المشي
قطعت درج الدومتكس ووصلت إلى ستاربوكس
وإذا بشابين من من كان يضيء الشموع يركضان ويدخلا الباحة مستنجدين الإختباء
أتطلع إلى ورائي وإذا بشباب أكبر ومن من كانوا يهتفون لبشار الأسد، يركضون بإتجاه الباحة والشر ينقط من عيونهم
يجدون الشابين الفارين ويشبعونهما قتلا، ويغادرون!
تدّب فيي الجرأة فأسألهم: ليه ضربتوهن؟
فيرد واحدا منهم قائلا: سرقولي شمعتي
فأقول له: لأ إذا سرقولك شمعتك ما قصّرت فيهن
يحضر الدرك بعد قليل، لا يجد أحد
أعود أنا إلي منزلي وأجلس برفقة فئران الحي وأقص عليهم ما رأيت
No comments:
Post a Comment