يسكن على مقربة مني وزير(منتهية ولايته ومتجددة في آن) ويسكن مع الوزير في البيت زوجته وأولاده والخادمة
يسكن تحت الوزير في موقف البناية عنصرين من أمن الدويلة وهما تابعين للوزير
للوزير سيارة وجيب وبعض من الملايين
بمحاذاة بناية الوزير بناية أخرى، وهي واقعه على زاوية الشارع
أمام هذه البناية وعلى إمتداد الطريق العام تجلس "بلوكات" من الباطون المسلح البشعة
البعض يقول أن هذه البلوكات لحماية الوزير
البعض يقول إنها معلم سياحي
البعض يقول إنها لمنع توقف السيارات على جنب الطريق
البعض يقول إنها لتمكن أوتوكار أولاد الوزير من المرور في الصباح
البعض يقول أن لا أولاد للوزير
بغض النظر عن ما يقوله هذا البعض وذلك،
فإن هذه البلوكات موجودة بطلب من الوزير
في البنايه التي أسكن فيها إمرأة في السبعينات من عمرها
تخرج من منزلها مرتين كل يوم، في الصباح الباكر لتشتري الخبز والخضار والفواكه وبعد غياب الشمس بقليل
لتتنشق بعض الهواء وتحريك بعض العضلات العجوزة
هذه الإمرأة إسمها ملكة.
كيف أعرف إسمها؟ لقد عرفته عندما أوصلتها إلى المستشفى
لماذا أوصلتها إلى المستشفى؟ لأنها "تفركشت" بحديدة تصل بلوكات الباطون ببعضها
ملكة تفركشت بالمربع الأمني وكسرت حوضها
حوضها لن يشف بعد اليوم،
لن تتمشى في الصباح ولن تتمشى بعد غياب الشمس
ستقبع في غرفتها إلى الأبد
سيموت زوجها ولن تحضر دفنه
ستموت هي ولا أحد سيعلم بموتها
ستموت وحيدة لأنها تفركشت في المربع الأمني الخاص بالوزير
الوزير لن يعلم أنه فركشها بإعتدائه على الأملاك العامه
سيحتسي قهوته الصباحية مع كرواسون
وسيذهب إلى عمله...سيشتري شقه جديدة وسيقيم مربعا أمنيا جديدا
وسيستمر بفركشة كل إنسان يمر في مربعه الأمني
سيكبر أطفاله وسيصبحون وزراء وسيقومون مربعات أمنية
وسيضعون بلوكات الباطون، وسيفركشون كل من يمر بمربعاتهم الأمنية
No comments:
Post a Comment