I'm not just a donkey - I'm a terrorist one

Wednesday, 8 June 2011

عبقري لبناني آخر

كنت قد إنتهيت ثاني كأس لي من الويسكي الإيرلندية

كانت الساعة تقارب الثامنة والربع، وكان ذلك في حانة دانيز في الحمرا
الجو كان "تمام" بضع شابات في أجساد بدأ سمار الصيف يلوح عليها
وبضع شباب لم يلوح عليهم شيئا إلا البصبصة على الشابات السمر
لم أكن سكرانا ساعتها، لكنني كنت مبتسما  تلك الإبتسامة التي يتضمنها بعضا من الألكوهول
فجأة يرّن تلفون إحدى الشابات على الطاولة الملاصقة بي
فترد: آلو
تصمت
تتكلم: شو؟؟
يتطلع كل من حولها بما فيهم أنا

تصرخ: إنفجار



الصمت يعّم شارع دانيز بأكمله للحظات ما بعد الفشلة

ويبدأ حراك ما بعد الإنفجار
الكل على تلفونه المحمول
الكل يجري إتصالاته


الإنفجار مؤكد: إنه في سن الفيل
يزدحم البار بالطلبات: مشروب التهدأة الذي يأتي ما بعد الإنفجار


أدفع ما علي من نقود وأنصرف صعودا بإتجاه الحمرا،
أمّر بعصير الحمرا، أعطيه حاجته من السباب في نفسي وأكمل
أصل إلى "ستار بوكس" أسمع أحدهم يقول أن الإنفجار في السيوفي
أتابع السير قدما فأصل إلى درج "الدومتكس" ألتقي أحد الأصدقاء
فيسرع بإتجاهي قائلا أن الإنفجار إستهدف شخصية سياسية مرموقة، فأجيبه: قدي مرموقة؟
لا يبتسم، معصّب

أتابع أنا بالمشي متسائلا، مفكرا، ومحللا
من هي هذه الشخصية المرموقة؟ لماذا هذا الإنفجار الآن؟ وما هي تبعياته وحيثياته؟

 أمّر بجنب مطعم كبابجي، شباب الديليفري يتحدثون فيما بينهم


شاب كبابجي ١ : موكب أخو شرموطة لسمير جعجع إنفجر
شاب كبابجي ٢: ما حدا زمط، أكبر من إنفجار الحريري
شاب كبابجي ٣: مش معقول يكون أكبر من إنفجار الحريري


فجأة أحسّ أن قدماي بدأت بالمشي بخطوات أسرع
أتفركش عند وصولي إلى حانة الرد في سنتر إسترال ببعض من السياسيين الصغار،
 وكانوا هم الآخرين يتكلمون عن الإنفجار


سياسي صغير ١: الإنفجار إستهدف البطرك الراعي
فيشهق سياسي صغير آخر

سياسي صغير٢:  لااااااا
سياسي صغير ١: أكل خرا عون

صورة لمروان أبو حيدر

بدأت ساعتها بالهرولة إلى أن وصلت إلى مبنى وزارة السياحه في أول شارع الحمرا،
توقفت وسألت شرطي السياحة هناك: في إنفجار؟
إبتسم وقال
شرطي السياحة: لا ما معنا خبر


عادي
أكملت بالهرولة فوصلت إلى خيمة إسقاط الطائفية في الصنائع
فوجدت مصريا وحيدا يتكلم على الهاتف المحمول ويقول متسائلا


مصري وحيد:  سقط بلمار؟


ساعتها تحولت الهرولة إلى جري سريع علي الأقدام
وتفكير أسرع في المخ: ماذا سأفعل؟ ماذا سأفعل؟
الجواب أتي سريعا: سأسحب ما لدي من مال في البنك وأهاجر
طبعت رقمي السري في آلة ال أ-ت-م
أخذت ما حوشته في عام وتابعت الجري
إلى صاحب الشقة التي أعيش فيها
دفعت له أجار شهرين
شكرني وقال أن الإنفجار إستهدف رئيس الجمهورية
خبطت على رأسي وتوجهت إلى بيتي جريا أسرع من الجري السريع
وصلت إلى البيت آألهث
فتحت الباب ، وضعت بعض الثياب في الشنطة وكومبيوتري،
إتصلت بالتاكسي ليقلني إلي المطار
أقفلت النوافذ جيدا
أغلقت باب الشرفة
وأحكمت تسكير قارورة الغاز توقيا
وجلست أنتظر التاكسي

دوّرت التلفزيون للمرة الأخيرة علي الأخبار اللبنانية: نعم هناك إنفجار وأشلاء
لكن الإنفجار لم يسهدف موكب سمير جعجع الأخو شرموطة، ولم يكن الإنفجار أقوى من الحريري
لم يموت البطرك الراعي ولا رئيس الجمهورية، ولم يسقط بلمار ولن يحلل عون
إنما لبناني عبقري كان يلّحم صهريج علي محطة وقود
عبقري لبناني آخر،

4 comments:

Anonymous said...

10000x brilliant

Anonymous said...

روعة

Anonymous said...

interesting take on things

Anonymous said...

This is a shame people lost their life just because some are careless