I'm not just a donkey - I'm a terrorist one

Friday 6 May 2011

جرادين على الرملة البيضا

بدأ الحر، وبدأ الدبق ومعه العرق والقرف
حلّ الصيف باكرا
قلعت ثيابي والشتاء وخمخمته 
ولبست "المايو" الملون خاصتي
وتوجهت مع نظاراتي الشمسية ومنشفتي الخضراء إلى الرملة البيضاء
حيث يلتقي خرا الأغنياء من سكان الرملة البيضاء  مع فقراء بيروت في مياه المتوسط الزرقاء ،


مجرور موجه إلى البحر
 
 وضعت منشفتي على الرمل وتمددت فاتحا جسدي للشمس
محاطا بثلاث "جرادين" متوفية لكنها ما زالت تتكلم،
لا تسألوني كيف لأنني أجهل الجواب، وحده الله العليم بهكذا أشياء

الجردون الأول قال لي بالحرف" نزحت من الأوزاعي بحرا،
فمجارير الأوزاعي ما عادت تشبعني، مجارير الرملة البيضاء أغنى بالڤيتامينات " وأكمل نومه

الجردون الثاني إلتفت إلي وقال" لقد ترعرعت هنا وكبرت على الكاڤيار واللوز الأخضر
وما شربت إللا الشامبانيا بالشاليموني" وعاد إلى النوم  
 
الجردون الثالث لم يتفوه بكلمة،لكنه كان ينطر إليّ بإشمئزاز


Add caption


حملت منشفتي بعد حديثي مع أصدقائي الجدد وذهبت إلى أبعد الشاطىء طالبا بعض الهدوء وقليلا من الجرادين والمجارير
وضعت منشفتي على الرمل وإستلقيت على جنبي الأيسر

في المسافة
كلاب جائعة تركض حول أرغيلة وكرسي ورجل في فمه نربيش أزرق
أطفال يلعبون بالطابة بين جثث حيوانات مستلقية على الشاطئ
أمهم جالسة على كرسي بلاستيكي تراقب خطواتهم وفي فمها نربيش هي الأخرى
شاب يلعب بأصابع رجله بيد ويمسك بنربيش في اليد الأخرى

غيّرت نومتي من جنبي الأيسر إلى جنبي الأيمن لأكون مواجها للبحر
رأيت شيئا صغيرا يسبح في بعد المتوسط، قادما بإتجاه الشاطئ
من الواضح إنه إنسان، له يدين ورأس
ظننته إميل في البدء، فهو يسبح دائبا ودائما
لكن بشرة هذا السباح من بعيد كانت أغمق من بشرة إميل،
وكان يبدو أنه إنسان مشعر (أي لديه الكثير من الشعر) فلحيته كانت تعوم أمامه
ولا لحية لإميل على حد علمي

بدأ هذا الرجل بالإقتراب أكثر فأكثر من الشاطئ
يا له من سباح ماهر، يقطع الأميال بلمح البصر
ها هو يقف على الشاطئ الآن
إنه يومئ بيدية

إنه يومئ لي...من هو هذا الرجل؟
أظن أنني رأيته من قبل؟ هل هو؟؟؟
ما إسمه؟ ما إسمه؟
لقد نسيت إسمه لكنني متأكد أنه هو نفسه هذا الرجل الذي رماه الأميركان في البحر
لكن من أين أتى بهذا المايو الأزرق الضيّق؟
ما إسمه ما إسمه؟
سأتصل بصديق

6 comments:

Unknown said...

hahahha i love you !

هي said...

Brillant :)
ولو ان الاسم في العنوان خفف من وقع المفاجأة في نهاية النص

Anonymous said...

فعلا هذا النص يدعو الى الاشمئزاز والانزعاج من مضمونه وكاتبه.
اليس النسب ان نسرع ال تنظيف الشاطىء والبلد من الوقوف كالمتفرج!!!!!!1

جمال

Donkey said...

أوافقك على الإسم في العنوان

Anonymous said...

جمال أعتقد أن النص رائع والكاتب مهضوم، ما يثير إلى الإشمئزاز هو كيفية تعاطي الدولة والمواطنين مع الشواطئ، لا أظن أن الكاتب يرمي أي نفايات على الطريق أو الشاطئ إذا كان يكتب عن هذا الموضوع

كاميليا

Trella.org said...

HAHAHAHAHAH !!! amazing, love the dead rat photos !