I'm not just a donkey - I'm a terrorist one

Sunday, 13 February 2011

محمد أسناني مبارك

أسناني وضعهم خرا
أما اضراسي فوضعهم أخرا

موروث عائلي تعاقبت عليه الأجيال ساعدته  تروما من فرشاة الأسنان في سن الصغر

القصة بدأت مع خطاب الرئيس مبارك  الثاني- قمة من القرف على وجهي إمتزجت بقمة ثانية من التعصيب في داخلي
بدأ لساني يلعب في فمي بقوة على خدودي تارة وعلى شفتاي تارة أخرى
يزحط على أسناني في مقدمة الفم ويبدأ بالشد
ينتقل إلى الأسنان في الخلف يشّد و يشّد
ويشّد

لساني يقتلع ضرسي من أساساته -يا عين صبّي دمع

أمّد يدي...ألتقط الضرس
وإذا بالضرس الواحد هو مجموعة من الأضراس المملصقة ببعضها بواسطة معدن لونه رمادي 
بإختصار: هناك وجبة في فمي
لم أعلم بها من قبل - يا لعجبي

ألتقط الهاتف وأحدد موعدا مع دكتورة الأسنان - أكره دكاترة الأسنان ولا أفهمهم
ولا أفهم صنعتهم

أعدت "وجبتي إلى فمي" وقررت إكمال حياتي
ذهبت إلى صديقي-تحدثنا وتحدثنا عن مصر العظيمة، عن سليمان وشفيق
عن مبارك
وإذ بأضراسي تفلت من جديد
تبلكمت
أصوات غريبة من داخل فمي- حفحة معدن على أسنان
سألني صديقي: هل هذه الأصوات من فمك؟
أجبت بنعم
وجهه تغيّر - قرف
لا ألومه

أغادر

ذهبت لرؤية العائلة
طعام و حديث الطاولة عن مصر
مبارك سيلقي خطابا جديدا
تفلت "الوجبة" مرة أخرى
نفس الأصوات من الفم
تقرف العائلة- أبي يتقزز
أمي تعصّب: لقد أفسدت عشاء  أباك

أغادر

جالسا بصحبة الصديقة نتحدث بالإنكليزية
عن مصر
تفلت "الوجبة" عند سماع  كلمة مبارك
صوت المعدن في فمي
الصديقة تغادر للحمام: تتقيأ

أغادر


أقف أمام باب عيادة دكتورة الأسنان
خائفا ومحبطا
أدخل و أجلس على الكرسي المتحرك
تطل هي من فوقي - دكاترة الأسنان دائما فوقيين

أفتح لها فمي - وأتركها 
أتركها تلعب بأضراسي وتشتّم رائحة فمي
هذه وظيفتها-لا أستطيع لومها

أخرج من العيادة- أضراسي ثابتة في مكانها
الحياة عادت لسريانها الطبيعي

أجلس خلف المقود- ألّف حزام الأمان وأنطلق وأنا شبه مخدّر
السيارة مليئة بكل أنواع الزبالة- رائحتها عطنة- وحشرات ميته
أسمع الأخبار على الراديو - مصر ما زالت تثور -أحييها من قلبي
حسني مبارك يلتقي سليمان

لساني يشّد على أضراسي
أضراسي تفلت من جديد

أسّب وأشرمط للدكتورة ، للحياة، للأسنان، لمبارك
أسحب أضراسي من فمي-أضعها في محرمة-
وأضعها جنب الڤيتاس

أطفئ المحرك- أعطي السيارة لمحمد، شاب مصري يعمل على المحطة
وأغادر إلى مكتبي القريب من المحطة
أشرب الشاي وأجلس على الكمبيوتر
أقرأ أن مبارك لن يتخل عن الرئاسة
لساني يحاول الضغط على أضراسي

لا أضراس- أين أضراسي؟
إنها في السيارة- في المحطة-
أركض بأقصى سرعة لدي

أصل إلي المحطة- محمد يبتسم
هل وجدت أضراسي؟
أضراس إيه يا باشا؟

بدأت عملية البحث في قمامة المحطة - زبالة السيارات
بحثت في الهوڤر- على أرض المغسل - في جورة الزيت

لا أثر لأضراسي - بلعتها المحطة
 محمد أحس بالذنب- ما عاد يعرف ماذا يقول لي
صاحب المحطة، لبناني ضخم وأصلع وخرا أصلي
يركض والسباب يسبقه
كان يسّب محمد ويلومه على إضاعة أضراسي
محمد يقف صامتا- مسكين

محمد لا دخل له ولا تتكلم معه بهذه الطريقة فهو مصري  ثائر وأنت لبناني أهبل -
قلت لصاحب المحطة- ألقيت السلام على محمد- حييته على الثورة - إبتسم

 غادرت بسيارتي غير آبها بأضراسي- الثورة فوق الأضراس

في المساء سقط مبارك

سأعود للدكتورة  صباحا وسأطالب أضراسا أخرى

4 comments:

Anonymous said...

pretty sure these pictures were taken at the USJ dental clinic.

Anonymous said...

Are you watching the donkey????

Anonymous said...

loooooooooooooool

Xarette said...

I love the tension that was built along this reading