I'm not just a donkey - I'm a terrorist one

Sunday 27 May 2012

الخادمتان



 لم تكن إبتسام من النوع المجد أو المجتهد في الحياة، ولم تكن من النوع الذي يتحلى بالإصرار لتحقيق أهداف كبرى تؤهلها للترقي في حياتها المهنية مستقبلاً كانت شخصا عادياً تحب الحياة تجد الأطفال مصدرا للتسلية لها لا أكثر ولا أقل وكانت هذه الهواية دافعاً لها لاختيار اختصاصها الدراسي.فهي وبعد أن اجتازت صفوفها الابتدائية والتكميلية بنجاح عادي إن لم تفل محفوف بخطر الرسوب دوماً توجهت فور إنهائها لصف البريفيه إلى التخصص بمادة التربية الحضانية للأطفال رغم معرفتها المسبقة بالسيناريو المرسوم لها فور إنهائها لتخصصها أي أن تصبح معلمة ترعى الأطفال في سنينهم الدراسية الأولىوكان معلوماً لديها المرتب الزهيد الذي تتقاضاه المعلمات في هذه المرحلة التعليمية إلا أنها وبسبب معرفتها لإمكاناتها وتواضع طموحاتها في الحياة كانت راضية عن خياراتها خاصة وأن تخصصها بالنسبة إليها مصدراً للتسلية والترفيه وقضاء الوقت وسط أطفال تستطيع أن تملك حرية الحركة والمبادرة بينهم وتكون هي من يتحكم فيهم ويعطيهم الأوامر في الساعات التي تقضيها معهم.إلا أن خط سير حياتها تضارب مع السيناريو المتواضع الذي وضعته في رأسها. فقبل انتهاء عامها الدراسي الأخير في مهنيتها بقليل وقبل بدئها التفتيش عن مدرسة تستقبلها لرعاية الاطفال في أحد صفوفها جاء إبن خالتها المهاجر من أفريقيا والمطلق حديثاً إلى منزل والديها طالباً يدها للزواج فتحفظت الوالدة بداية ريثما تفاتح إبنتها بالموضوع خاصة وإن للعريس ولدين من زواجه الأول ولا بدّ من رعايتهما وافقت إبتسام على مشروع إبن خالتها من فورها معللة قبولها السريع لوالدتها بأنها كانت سترعى أولاد الغرباء في المدرسة فكيف والحال أن العريس وولداه يمتون إليها بصلة القرابة فإنقطعت عن الذهاب إلى مدرستها فور إبلاغها قرارها لإمها إلا أنها اشترطت جملة أمور على إبن خالتها كان من بينها خادمتان واحدة للمساعدة في ترتيب شؤون المنزل وأخرى للمساعدة في حضانة الطفلين.

                                                                                                                                              عادل نصار

No comments: