I'm not just a donkey - I'm a terrorist one

Sunday, 26 June 2011

"The strong Heroes Of Moscow" sings against the Syrian Regime



This Video was posted on the page of "The Art of the Syrian Revolution" ob Facebook and reposted by Jadaliyya with English Subtitles

Tuesday, 21 June 2011

السلاح على التتاخيت والغريب قريب

في قرية لا تبعد عن العاصمة بيروت سوى كيلومترات قليلة، وفي بيت محاط بأشجار الصنوبر، وفي يوم صيفي حار، كانت أم (غ) تنظّف البيت أو تعزّله تعزيلة الصيف. شطفا وتمسيحا، غسيلا وتعسيفا.. 
ما إن أنهت تنظيف السجاد، وغسل اللحف والحرامات، تسلقت أم (غ) على السيبة ووصلت إلى "تتخيتة" غرفة النوم وبدأت بتنظيفها
رمت ما لا تحتاجه ووضّبت ما يحتاج لتوضيب، نظرت إلى تلك "الصندوقة"مطولا، فتحتها وتمعّنت لبعض الوقت بالقنابل اليدوية (رمانات)الموجودة في أسفلها، وقررت أن تضعها على جانب السرير في غرفة النوم  لعلّ زوجها أن يسمع لها ويرميها هذه المرّة

دخل (غ)  غرفة النوم بينما كانت والدته على التتخيتة، كان  قد وصل  لتوه من المدرسة، (غ) هو طفل في الثامنة من عمره وفي الصف الثامن. نظر (غ) إلى صندوقة القنابل، ونظر عاليا بإتجاه التتخيتة، أمه غارقة في التنظيف في قلب التتخيتة، فحمل قنبلة وظهر إلى الخارج
ليلعلب

صرخ لبعض الأصدقاء ليريهم لعبته الجديدة، لحقوا به، أرادوا لمس الرمانة ، أرادوا اللعب  هم أيضا
أعطاهم إياها، تناقلوها فيما بينهم وأرادوها لهم

رفض (غ). وبلمح البصر إختطفها منهم، وبدأ يركض سريعا...كان خائفا من كل شيء، من أمه، من رفاقه من القنبلة، ركض سريعا سريعا ودخل البيت، أقفل الباب خلفه
دخل غرفته وأقفل الباب خلفه
جلس على السرير، تنفس
تنفس
 .
 .
 .
 مرّت دقائق قليلة
وبعدها، تنفس لآخر مرة
وتناثر قطعا صغيرة...توقف عن اللعب إلي الأبد

لم يكن يعرف (غ) أنها قنبلة حقيقية ومن المعقول أنه لم يكن  يعرف أن القنابل تنفجر حتى
، لم يكن يعرف لماذا هذه  القنابل موجودة على التتخيتة أصلا، كان ما زال صغيرا ليعرف
لم يقل والده له أن القنابل كانت مخبأة خوفا من الغريب والغريب هنا  ليس إسرائيليا
لم يقل له والده أن السلاح موجود  في كل بيت تقريبا في لبنان، وأنه يباع ويشترى في وضح النهار وفي كل مكان
لم يكبر (غ) ليكون له الخيار
في التعلم والتدرب على السلاح؟ أو البصق على والده والسلاح والبلد؟
لن يكبر (غ) ليتخذ أي من الخيارين
قضى كما يقضي العديد في هذا البلد: بالخطأ.
 تحضر القوى الأمنية، يبدأ التحقيق ولاينتهي، يتسكر المحضر ولا نعرف من هو سبب هذا الخطأ

Friday, 17 June 2011

Resist Harassment - Beirut

This video originally created for June 20 Day of Blogging and Tweeting against Sexual Harassment in Egypt & Lebanon.

Please share your stories of harassment in Lebanon at QawemeHarassment.com
& stories of harassment in Egypt at Harassmap.com.


Editor: Rehanna Farah
Director: Alex Shams
Actresses/Actors: Lioba Hirsch, Tamara Saade, Hashem Osseiran, Ralph Hatab

ماذا حل بنا؟‎


بأصابع عبد


كنت قبل ايام في احدى البلاد العربية المترامية الاطراف، و التي تنعم بمناخ معتدل و متنوع في اشكاله من
منطقة إلى اخرى، دون ان يكون لذلك البلد الكثير من احتياطي النفط او اي مصادر للثروة السريعة الاخرى. كنت بالتحديد باقصى اطراف ذلك البلد و كنت، انا و رفيقتي انذاك، اتجه نحو العاصمة الموجودة في الطرف الاقصى المقابل للطرف الذي كنا فيه، فوقفنا ننتظر الحافلة التي ستقلنا خلال الرحلة التي تطول بضعة ساعات. و يبذل شعب ذلك البلد قصارى جهدهم كي يحيوا حياة صالحة تتماشى مع ارثهم، و لا يبالون كثيراً إلى التحولات من حولهم. فهم، و برغم قدرتهم على استعمال التقنية الحديثة، و سكنهم في بيوت كبيرة و مكيفة، يعيشون بتناغم مع تقاليد ثقافة تم اشتقاقها عن ما هو، ربما، اخلص نموذج للبداوة يعرفه التاريخ و يمكن لاي زائر ان يلمسه.

كنت قد رايت في كل زياراتي السابقة إلى ذلك البلد اثار و اصحة للعادات و الثقافة العربية الاصيلة و المحتشمة: فلا يسمح الرجال للنساء ان تحمل حقائب ثقيلة في الشارع، و تفرض عليهم شهامتهم غير المرئية صرامة في التعامل مع المظاهر غير اللائقة. كما اتذكر كيف ان قبل سنوات قليلة مضت، ذهبت إلى منزل احد الاقارب الساكن في هذا البلد لاجد ان سكان الحي الذي يسكن فيه في العاصمة قد خرجوا بحثاً عن ابنة احدى الاسر القاطنة هناك التي اختفت قبل دقائق، بحثاُ على الاقدام و بالسيارات و حتى ان احد الاسر طوعت كلبها الحراسي، قبل ان تصل الشرطة. مثل هذه التصرفات تبرهن كيف ان تشبثهم بقناعة جادة بما هو صالح، ينير لهم الطريق في ظروف قد حيرت تعقيداتها مجتمعات اخرى اكثر ثراء و اكثر تقنية. و لكن الحدث الذي شاهدناه في ذلك اليوم جعلني اتساءل : ماذا حل بالنشامة المعهودة؟

جلسنا، انا و رفيقتي، على دكة موقف الحافلة. كان ملحوظاً في هذا البلد العربي ان نجد في محل واحد صورة تعبر عن كل شرائح البلد الاقتصادية، فكان هناك الشباب ممن ذهبوا إلى المنتجع لقضاء عطلة اسبوعية، و كان عدم تعودهم على ركوب وسائل النقل العامة واضحاً على وجوهم، بينما تجد الكثير من الاخرين من راكبي الباص رضاءهم التام عن وضع المركبة التي ستنقلهم، و هي مكيفة و مرفهة قياساً على وسائل النقل العامة في الوطن العربي. و بينما كان بعض الركاب يرى في سعر تعرفة الرحلة مبلغاً بسيطاً و سخي، كان بعضهم الاخر يقارن هذا المبلغ بدخله اليومي، و هو مبلغ قد يعتبر محرزاً مقارنةً مع متوسط الدخل للفرد في بلدنا هذا. و مع ذلك، لم تكن هناك سمات للحرمان باينة على وجوههم، ربما لانهم عائدون من اجازات استحقوها، او لانهم عائدون إلى بيوتهم محملين بمكاسب عملهم في منتجعات هي مقصد الكثير من سواح العالم.

في هذه الاثناء، دخل رجل طالق شعر ذقنه دون ان تكون له لحية، و كان يدخن سيجارة بخلاف تعليمات . اللافتات الواضحة في كل انحاء قاعة الانتظار، و امتنع عن مناشدته اي من الموظفين، دون ان يحترموه. كان هذا الرجل ماسكاً بيد امرأة اسيوية قصيرة القامة، ترتدي ثياب مزرية لا تصلح بان تكون ثياب عمل. كانت تنوح بشيء يقترب من البكاء، بينما لم ينفك الرجل عن سحبها من معصمها بطريقة يصعب علي التعبير عن الاهانة الموجودة فيها. سرعان ما بداء الاخرون يتهامسون بين بعضهم البعض، ((هي لا تريد ان تذهب)) و ((تخشى ما ينتظرها على الجانب الاخر حين تنزل عن الباص)). و همست صديقتي غير المتقنة للغة العربية و((هل هو عشيقها ربما؟)) فكانت الاجابة على هذا السؤال سهلة: لا اعتقد ذلك، و دارت تلك المرأة الاسيوية ذات الملامح الحزينة و الملابس الرديئة بوجها على الجالسين بقاعة الانتظار، تتوسل شفقة الجالسين. .

لم تنجح المرأة في توسلها. صمت الجالسون و كنت صامتاً إلى جانبهم، لم يحرك احدنا ساكناً لمساعدة انسان قد طلب منا النجدة بالوسيلة الوحيدة التي استطاع منها، و لم نفعل شيء. استرد الرجل طليق شعر ، ذقنه مبلغ التذكرة، و بدأت الامرأة الاسيوية تتالم من قبضته المتحكمة على معصمها، دون ان يلتفت اليها موظفو بيع التذاكر، مجرد معاملة مقايضة بسيطة، سواء ان قال احدهم، بعد مغادرة الرجل و الاسيوية التي يصطحبها عنوة عن قاعة الانتظار ((كنت شاكك بهذا الموضوع من زمان)). هذا و حسب.

و هنا ادركت و ايقنت ان ثمة تغييرات حقيقية قد اثرت في مجتمعنا. فالشعب الذي كان يعرف عنه الشهامة الفروسية قد وقف محايداً امام منظر من الرق المستحدث و الاتجار بالبشر. و الشعب الذي كان يقف مستعداً دوماً للدفاع عن اعراض و شرف و كرامة الاخرين قبل ان يدافعوا عن انفسهم، قد اعلن استسلامه، و لو في هذه المعركة المحدودة. صحيح ان وجود اعداد كبيرة من العمالة الاسيوية الوافدة اتى على حساب العمال العرب و نقاباتهم، و لكن لا احد يحمل الافراد العابرين للبحار المسؤولية عن ذلك. صحيح اننا لم يعلم  احدنا ما ستؤول اليه الامور اذ حاول احدنا التدخل، و لكن كان بالامكان ان نجتمع على الحق و ان ندحض عملاً باطلاً. ان بقينا نخرس امام الاتجار بالبشر، غرباء كانوا علينا ام لا، فاننا قد فشلنا في الامر بالمعروف و النهي عن المنكر، بالمعنى الحقيقي لهذا المصطلح--لا اقصد هنا كف النساء عن قيادة السيارات او منع رجال الاطفاء من دخول مدرسة للفتيات و هي تحترق و تحرق معها التلميذات. .

و اكون انا اول المعترفين بانني اخفقت في واجبي اثناء الحادثة التي رويتها انفاً، و لكن كتبت هذه الاسطر لانني لا استطيع ان اتوقف عن مساءلة نفسي: هل بقي لنا اية قيم؟

Wednesday, 15 June 2011

الحكومة اللبنانية كمن فطر على بصلة

كنت قد وعدت أمي بزيارتها نهار الإثنين،
لم يكن تشكيل الحكومة هو سبب الزيارة، 
بل أردت مشاركة أهلي على طاولة عشاء شهي وكأس عرق بلدي
تركت المنزل وإنطلقت مغادرا بيروت من بوابتها الجنوبية
لم يكن ميقاتي ولا حكومته على رأسي ،
فحس الإنتماء إلى هذا الوطن قد هجرني منذ وقت طويل ، وهو حس مشترك بين غالبية اللبنانيين إذا صحّ التعبير
لا يعنيني أي من السياسيين ولا يمثلني أحد منهم
على أي حال، 
أقفلت نوافذ السيارة عند دخولي في أول نفق على الأوتوستراد المؤدي إلى خلدة
   وذلك لوجود مجرور ليس له ربا في السموات إنما له أربابا كثر على الأرض،
 ما إن شارفت السيارة على الخروج من النفق الأول حتى تراءت لي مئات من السيارات العالقة في عجقه سير خانقة
فأخذت حبة مهدئ لأعصابي حرصا مني على السلامة العامة
أدرت الموسيقى عاليا حتى لا يسمع أحد شرمطتي
وسلمت نفسي للعجقة على مدى ساعتين على هذا الأوتوستراد، الذي لا يوجد فيه أي مخرج...
فهو صمم كأتوستراد في أيام السلم ويمكن إستعماله كمقبرة جماعية في الحرب ومن دون أي مخرج

على الأوتوستراد علقت خلف جبالة ضخمة، فأعددت براماتها حتى الألف ومللت



على الأوتوستراد بصبصت على سائقي السيارات
ورأيت من يحكش بمناخيره ومن تحكش بمناخيرها
من يرّش الديدورونت ومن تضع حمرتها
على الأوتوستراد رأيت أم ترضع طفلها وأب يضرب إبنته
على الأوتوستراد أحببت ثريا وأحببت الحمارة


على الأوتوستراد رأيت غيفارا وشعارات لأمل ومناجل للشيوعيين، 
رأيت إعترافات حب وتهديدات ودعايات
على الأوتوستراد هناك من يريد من السماء أن تكون زرقاء ومن يريدها أن تكون صفراء
على الأوتوستراد تحديت الملل مع كاسترو


على الأوتوستراد كنت سأشارف على نهايتي
وكنت سأنقطع من البنزين لولا مفرق شويفات


وصلت إلى منزل الوالدة
الأكل ما عاد شهيا...
برد، صقّع، جلّد
الكل متحوكم حول التلفاژ ورجل ينّوي على الشاشة لابسا ثوبه الزهري، يهدد ويستقيل من الوزارة
  بينما رجاله الحيوانات (عذرا من الحيوانات) يسكرّون الطريق في خلدة وصوفر وحاصبيا ويقطعونها بالدواليب والستائر الترابية
لم آكل، جلست أشاهد الوزير المستقيل بغضب شديد وقرف وإشمئزاز
شاهدته يتلقى إتصالات فيقول أمام عدسات الكاميرات: لا أقبل بأي تحركات على الأرض
بينما مستشاره عصام شرف الدين يقطع الطريق مع زمرة من الزعران والأعلام ويقول بكل وقاحة: أنه حق شرعي لهم
يقولها وبكل وقاحة...سمعته وذهبت لأستفرغ في الحمام
ما هذا البلد الذي نعيش فيه؟ أيجوز كل ما خري أحدهم أن يقفل طرقات ونوّلع دواليب؟
إنها وزارة يا معاليه وليست مزرعة
تركت شاشة التلفزيون وبحثت عن أسماء الوزراء الجدد على الإنترنت 
فوجدت على صفحة التيار البرتقلية هذه القائمة التي ضمّت أسماء الوزراء، حقيبتهم، تيارهم أو حزبهم السياسي وطائفتهم الكريمة


نعم قائمة لوحدها تشرح لك لماذا تمنيت لو إجتاح التوسنامي لبنان بدلا من اليابان
تركت الكومبيوتر وإستفرغت مرة أخرى
عدت إلى التلفاز لأشاهد رئيس الوزراء الجديد يشيد بالرئيس نبيه بري وتضحياته
نعم لولا الرئيس بري لما تألفت الحكومة، لقد ضحى الرئيس بري
بماذا ضحى ياترى؟
ضحى كما ضحى  إبراهيم من قبله، بوزير من حصته
نعم حصته، لم أكن أعلم أن الوزراء أصبحوا غنما، يضّحى بهم لطائفة أخرى
تركت منزل الأهل وعدت إلى بيروت،
أردت الكتابة عن الحكومة لكنني قررت التروي 
لا أريد أن أحكم على ما رأيت في ثلات ساعات على وزارة من ثلاثين وزيرا
فترويت، وتمعنت في التشكيلة، وإستفرغت مرارا عديدة حتى سمعت الجنرال عون يتكلم

عجزت معرفة أي نوع من البشر هو هذا الكائن
عسكري وسياسي قديم، ونائب منتخب وله الأكثرية في الوزارة .
أي نوع من السياسيين المتخلفين هو هذا الحردون؟ كيف يحّق له وأمام إعلاميين القول وحرفيا:
كلكم تعرفون أن المرأة في لبنان تحتاج إلى مزيد من التمّرس في الحياة العامة حتى تتمكن من أن تؤهل نفسها للعمل النيابي والوزاري


 نعم هذا ما قاله الجنرال للمرأة اللبنانية
هل هذا يعني أن صهره جبران باسيل في الوزارة لأن إبنته غير متمرسة في الحياة العامة؟
وهل ياترى الوزير باسيل يعطى زوجته دروسا في الحياة العامة؟


ترويت مرة ثانية، لا أريد أن أكتب وأنا غاضب
أكلت الآيس الكريم وهدأت قليلا
لكن وزير الشباب والرياضة الجديد والذي هو مفروض أن يكون وزيري أنا وكل الشباب وكل الأطفال الذين سيصبحون شبابا، 
  نعم هذا الوزير إبن العائلة الطرابلسية العريقة 
عكّر علي الآيس كريم 

وزير شباب شاب يقول أنه هو ضد قانون يحمي المرأة من العنف
قلت لنفسي : ماذا سيقول عندما يصبح أكبر عمرا
توجهت إلى الحمام إستفرغت وقررت أنني سأكتب هذه المدونه

أوّد الإعتذار من كثرة الإستفراغ لكنها ردة فعل بيولوجية لا أستطيع السيطره عليها وخاصة بعد خمسة أشهر من إنتظار حكومة
ترّد لي قليلا من حس المواطنة وتحترمني كفرد
ولا تتعاطى مع الإمرأة كفردة حذاء،
لكنها جاءت كما خشيتها
 كنت أريد الإفطار على وقعة شهية دسمة
فطرت على بصلة، 
بعد أن كانت قد بردت مائدة أمي

Wednesday, 8 June 2011

عبقري لبناني آخر

كنت قد إنتهيت ثاني كأس لي من الويسكي الإيرلندية

كانت الساعة تقارب الثامنة والربع، وكان ذلك في حانة دانيز في الحمرا
الجو كان "تمام" بضع شابات في أجساد بدأ سمار الصيف يلوح عليها
وبضع شباب لم يلوح عليهم شيئا إلا البصبصة على الشابات السمر
لم أكن سكرانا ساعتها، لكنني كنت مبتسما  تلك الإبتسامة التي يتضمنها بعضا من الألكوهول
فجأة يرّن تلفون إحدى الشابات على الطاولة الملاصقة بي
فترد: آلو
تصمت
تتكلم: شو؟؟
يتطلع كل من حولها بما فيهم أنا

تصرخ: إنفجار



الصمت يعّم شارع دانيز بأكمله للحظات ما بعد الفشلة

ويبدأ حراك ما بعد الإنفجار
الكل على تلفونه المحمول
الكل يجري إتصالاته


الإنفجار مؤكد: إنه في سن الفيل
يزدحم البار بالطلبات: مشروب التهدأة الذي يأتي ما بعد الإنفجار


أدفع ما علي من نقود وأنصرف صعودا بإتجاه الحمرا،
أمّر بعصير الحمرا، أعطيه حاجته من السباب في نفسي وأكمل
أصل إلى "ستار بوكس" أسمع أحدهم يقول أن الإنفجار في السيوفي
أتابع السير قدما فأصل إلى درج "الدومتكس" ألتقي أحد الأصدقاء
فيسرع بإتجاهي قائلا أن الإنفجار إستهدف شخصية سياسية مرموقة، فأجيبه: قدي مرموقة؟
لا يبتسم، معصّب

أتابع أنا بالمشي متسائلا، مفكرا، ومحللا
من هي هذه الشخصية المرموقة؟ لماذا هذا الإنفجار الآن؟ وما هي تبعياته وحيثياته؟

 أمّر بجنب مطعم كبابجي، شباب الديليفري يتحدثون فيما بينهم


شاب كبابجي ١ : موكب أخو شرموطة لسمير جعجع إنفجر
شاب كبابجي ٢: ما حدا زمط، أكبر من إنفجار الحريري
شاب كبابجي ٣: مش معقول يكون أكبر من إنفجار الحريري


فجأة أحسّ أن قدماي بدأت بالمشي بخطوات أسرع
أتفركش عند وصولي إلى حانة الرد في سنتر إسترال ببعض من السياسيين الصغار،
 وكانوا هم الآخرين يتكلمون عن الإنفجار


سياسي صغير ١: الإنفجار إستهدف البطرك الراعي
فيشهق سياسي صغير آخر

سياسي صغير٢:  لااااااا
سياسي صغير ١: أكل خرا عون

صورة لمروان أبو حيدر

بدأت ساعتها بالهرولة إلى أن وصلت إلى مبنى وزارة السياحه في أول شارع الحمرا،
توقفت وسألت شرطي السياحة هناك: في إنفجار؟
إبتسم وقال
شرطي السياحة: لا ما معنا خبر


عادي
أكملت بالهرولة فوصلت إلى خيمة إسقاط الطائفية في الصنائع
فوجدت مصريا وحيدا يتكلم على الهاتف المحمول ويقول متسائلا


مصري وحيد:  سقط بلمار؟


ساعتها تحولت الهرولة إلى جري سريع علي الأقدام
وتفكير أسرع في المخ: ماذا سأفعل؟ ماذا سأفعل؟
الجواب أتي سريعا: سأسحب ما لدي من مال في البنك وأهاجر
طبعت رقمي السري في آلة ال أ-ت-م
أخذت ما حوشته في عام وتابعت الجري
إلى صاحب الشقة التي أعيش فيها
دفعت له أجار شهرين
شكرني وقال أن الإنفجار إستهدف رئيس الجمهورية
خبطت على رأسي وتوجهت إلى بيتي جريا أسرع من الجري السريع
وصلت إلى البيت آألهث
فتحت الباب ، وضعت بعض الثياب في الشنطة وكومبيوتري،
إتصلت بالتاكسي ليقلني إلي المطار
أقفلت النوافذ جيدا
أغلقت باب الشرفة
وأحكمت تسكير قارورة الغاز توقيا
وجلست أنتظر التاكسي

دوّرت التلفزيون للمرة الأخيرة علي الأخبار اللبنانية: نعم هناك إنفجار وأشلاء
لكن الإنفجار لم يسهدف موكب سمير جعجع الأخو شرموطة، ولم يكن الإنفجار أقوى من الحريري
لم يموت البطرك الراعي ولا رئيس الجمهورية، ولم يسقط بلمار ولن يحلل عون
إنما لبناني عبقري كان يلّحم صهريج علي محطة وقود
عبقري لبناني آخر،

Tuesday, 7 June 2011

في يوم النكسة، ذهب محمد

دخلت محل محمد كما أدخل كل يوم بعد الظهر
بإبتسامة، ملقيا السلام قبل وصولي إلى قلب المحل
 هذه المرة لم يقف محمد ويصافحني كعادته ولم يرد بكلمة "حبيبي
 تطلعت إلى كرسي محمد فرأيت رجلا آخر أكبر حجما منه ويجلس على كرسيه
سألته مباشرة: أين محمد؟ قال لي أنه لم يأت اليوم
سألته هل هو مريض؟
تطلع بي متسآئلا ومدققا بمنظري،من تحت لفوق ومن فوق  لتحت
تأكد من منظري الذي لا يوحي أني  أعمل لأي جهاز أمني
قال لي لا،  سافر محمد
إلى أين؟
إلى أوروبا
أين في أوروبا؟
قال لي مرة ثانية أوروبا، بإشارة منه أن لا أسأل أكثر.
 فهمت أنه لا يريد أن يدلي بأي معلومات عن وجهة سفر محمد
فسكتّ.

محمد في مخيم شاتيلا
محمد هو شاب فلسطيني يعمل في محل سمانة صغير قرب منزلي، هو شريك في المحل بنسبة صغيرة
ولد محمد في الجناح وإنتقل إلى العيش في مخيم شاتيلا
ذهب إلي المدرسة، و توقف عن الدراسة في سن مبكر
بدأ يعمل كديليفري بوي في شوارع بيروت، من ديليفري إلي أخري ،
إستطاع محمد  جمع بعض الدولارات وفتح المحل مع صديق لبناني
كان يعمل في المحل من العاشرة صباحا حتى الحادية عشر مساء، سبعة أيام في الأسبوع
لم يكن لمحمد أصدقاء كثر لا في المخيم من الفلسطنيين ولا خارجه من اللبناننيين
كان محمد يعمل ويعمل فقط
كان يقول لي أنه يحب اللبنانيين، كنت أقول له إنهم منايك



لم يكن مناصرا لا لفتح ولا لحماس ولا لغيرهما
كان يحب فلسطين ويحب العودة إليها-
فمهما كانت حالتها فهي طبعا أجمل  من شاتيلا

منذ فترة سألني محمد إذا كان لدي أي واسطة في أي سفارة،
لا أتعامل مع السفارات قلت له ممازحا

 في الفترة الأخيرة ملّ محمد من المحل وساعات عمله الطويلة أمام تلفاز صغير يزرزب منه دم القنوات العربية  وتفاهة برامجها
لقد إرتفع ضغطه من القهوة التركية  وتعبت رواياه من السجائر الفرنسية
فبدأ يتمرن "كيك بوكسينغ"  ليتسلى ليس إلا

قبل شهر أو أكثر أخذني محمد إلى المخيم
أراد أن يريني أين تربى وأين لعب الكرة
أراد مني رؤية عذاباته وعذابات الفلسطنيين أهله في هذا المخيم الصغير الكئيب
أدخلني في دهاليزه، رأيت النفايات والوسخ المتكوم في الزوايا
رأيت الشهداء على الحيطان والأعمدة
رأيت البيوت النظيفة بأهلها وبلاطها إن وجد
رأيت أنابيب المياه والنرابيش في الهواء تتمتزج بشرائط الكهرباء والموتور والديش
رأيت منزل محمد الذي بناه بيديه حجرا حجر
رأيت الأطفال يلعبون، ويختبؤن من الغريب
رأيت "آي فون" ب٨٠ دولار
رأيت الإنكسار في عيون والد محمد والنكبة في تجاعيد وجهه،
لم يقول الكثير  إلا أنه قال: العرب بحق بعضن مش مناح-
وهذا كان يكفي من الرجل الذي طفح كيله من العرب وغبائهم
كان يشرب القهوة ويدخن ويقلّب بالرموت كونترول
ويتأفف


 


هذه هي حال الفلسطنيين في المخيم: قهوة ودخان وإنتظار
إنتظار ماذا؟ مش مهم
محمد ملّ من الإنتظار
إكتفي نكسات وعودات ووعود كاذبة
 
سافر محمد  بهدوء ومن دون أن يودعني،
ربما لا يحب الوداع،
ربما لا يجيد الوداع،
ربما لم يكن يريد أن يودعني

سافر محمد في يوم النكسة باحثا عن بلد آخر
بلد يحترمه كإنسان ولا يعامله كلاجئ
بلد بيوته من حجر ، لا تنك
وأرضه من خشب لا بحص ومجارير
بلد يمنحه حق الكلام والإنتخاب،
 بلد يمنحه حق شراء شقة أو محل،
بلد يمنحه ضمانا صحيا
بلد قريب إلى مفهوم البلد أكثر من لبنان

فلتكن موفقا صديقي أينما حطت بك الطائرة وأينما أخذتك رجليك


Monday, 6 June 2011

نكسة العرب... وداعاً


كأنّ المشهد السوريّ ينقصه مزيد من الدماء. أو كأنّ دماءً تسيل هنا يراد لها أن تتستّر على دماء تسيل هناك.
كأنّ ما جرى في حماه يومَي الجمعة والسبت لم يُسل ما يكفي من الدموع، فكان لا بدّ من فتح جرح آخر في مجدل شمس.
كأنّ إشراك قَتَلة آخرين، يجعل من القتل أمراً عادياً، جزءاً من الحياة اليوميّة.
كأنّ الاستشهاد على الحدود مع فلسطين المحتلّة يراد له أن يعطي دروساً في القضايا التي يصحّ النضال من أجلها. فالقتل هناك يُسقط شهداء، أمّا الموت في تظاهرة من أجل الكرامة، فلا يستحقّ حتّى الجنازات الآمنة.
كأنّ ثمّة من يريد توجيه بوصلة التحرّكات الشعبيّة، كما لو أنّ الشباب في سوريا يعانون أزمة ترتيب أولويّات.
كأنّ ثمّة من يريد أن يقيم تعارضاً بين رؤية فلسطين ورؤية سوريا الديموقراطيّة.
كأنّ الرسائل إلى الداخل والخارج ينبغي أن تُخضَّب دائماً بدماء فلسطينيّة. كأنّ الفلسطينيّ الذي سلبه الاحتلال أرضه، ينبغي سلبه أيضاً طريقة موته وموعد الدفن.
كأنّ ثمّة من يريد لنكسة حزيران ألا تصبح ذكرى، بل أن تعود كلّ يوم لتذكّرنا بأنّ الهزيمة رفيق دائم للأنظمة المتكلّسة، وأنّ أسطورة الفلسطينيّ المقاوم ستجد دائماً من يريد تحطيمها، أو الاتجار بها، أو توظيفها في بازارات وقضايا لا علاقة لفلسطين بها.




متظاهرون على الحدود السوريّة ــ الإسرائيليّة في الذكرى الـ44 للنكسة - أ ف ب


وحدهم الشباب الذين ارتضوا، رغم كلّ شيء، أن يضحّوا بأنفسهم من أجل النظر إلى أرضهم المسلوبة، والمستعدّون دوماً للعبور إلى «هناك» مهما تكن المخاطر، يثبتون أنّ نكسة 5 حزيران لا يمكن أن تستمرّ، وأنّ ما نعيشه اليوم ليس إحياءً لذكرى النكسة، بل مراسم الوداع لها.
فأولئك الشباب الذين قضوا في الجولان هم من جيل واحد مع الشباب الذين رسموا طريق الحرية في ميدان التحرير في القاهرة، وهم من جيل واحد مع الذين حوّلوا «البوعزيزي» إلى أيقونة ترشح حريّة من المحيط إلى الخليج.
لقد ودّعت مصر نكستها يوم انتصرت على خوفها. وكما أنّ النكسة لم تكن نكسة مصر وحدها، كذلك بدأت المدن العربيّة تخلع عنها أكفان الخوف، وتُعدّ نفسها لعرس الحريّة

خالد صاغية  - جريدة الأخبار ٦\٦\٢٠١١

Saturday, 4 June 2011

ديركسيون كوكايين

لماذا أرسلت "الديركسيونين" إلى أوستراليا يا علي؟
إنو شو كان بدك بهالخبرية
من قلة الديركسيونات هناك ؟

  أرسل علي شباني إلى أخيه المقيم في أوستراليا ديركسيوني سيارة عبر شركة أرامكس
بعدها بفترة قليلة أرسلت الشرطة الأوسترالية برقية إلى الشرطة اللبنانية مفادها أنهم عثروا في واحد من الديركسيونات على ٣٠٠ غرام من الكوكايين، وحددوا الوزن ب ٣٠٠ غرام، هم أكيدين، لا بل أجروا عملية مسح أوسترالية  على الديركسيون وجاءت النتيجة "پوسيتيف" أي إيجابية- الكوكايين موجود ووزنه ٣٠٠ غرام تحديدا


فما كان على قوى الأمن الداخلي اللبنانية إلاالإتصال بعلي شباني وإستدعائه  بكل تهذيب إلى مخفر حبيش  للتحقيق
فحضر علي بكل طيبة قلب، فشرح له المحقق أن مذكرة إنتربول دولية تشير إلى وجود كمية من الكوكايين في الديركسيون
فوضعت الأصفاد على يدي علي وبدأ التحقيق
وبدأت الشتائم، وبدأت اللطمات والركلات تسقط على علي من كل مكان
علي لم يعرف شيء لا عن المخدرات في الديركسيون، ولا عن طريقة التوضيب ولا عن الكانغارو الأسترالي،
 لم يكن لديه شركاء ، لم يكن لديه أدنى فكرة
لكنه لم يكن ليعترف بجريمة لم يرتكب، حتى لو هدد بالتعليق من" البيضات" ويا له من تعليق
لم يستطع زيارة علي لا أهله ولا محاميه، لم يزوره إلا الدبان الأزرق والمحققين اللطفاء
أحيل علي إلى قاضي التحقيق في جبل لبنان، لم يعترف، أبقاه محبوسا


بعد ١٩ يوم ومن دون إنذار تم إخلاء سبيل علي
بعد ١٩ يوم من الضرب والخبيط المبرح قرر الأوستراليون في أوستراليا أن على بريئا

تعجّب اللبنانيون؟ علي بريء
ماذا عن الخبيط الذي أطعمناه إياه؟ ماذا عن أسنانه الموجودة كالبحص في كل طوابق حبيش؟
هل هو بالفعل بريء؟ جاوبهم الأوستراليون: نعم، إنه خطأ تقني
خطأ تقني؟؟
هل من أحد يشرح لي أو لعلي بالأحرى كيف يقع خطأ تقني ويستمر ١٩ يوم وهناك من يأكل القتل ويقتلع منه سنا كل يوم؟
خطأ تقني أيها المنايك الأوستراليون...خطأ تقني يا مان

صورة لمروان أبو حيدر - جريدة الأخبار


وكان مصدر لبناني رفيع المستوى قد سرح لجريدة الأخبار أن علي لم يمس بكف واحد، وأن التعذيب لو حصل لكان علي  إعترف

عسل كلامك يا أيها  المسؤول الأمني الرفيع 

يا سيدي المسؤول الأمني الرفيع، هل لي أن أسألك
 
أولا: بماذا كان سيعترف علي إذا حصل التعذيب؟
هل كان سيشي الديركسيون مثلا؟
فالأوستراليون أنفسهم إعترفوا أنه كان خطأ تقنيا أو مطبعيا أو أيّ حاجة

ثانيا: هل تعلم يا سيدي أن لو نحن نعيش في بلد محترم،  ويحترم شرعة حقوق الإنسان لكنت أنت ومن عذّب علي وإقتلع أسنانه كنتم أجمعين جالسين في منازلكم بعد أن فصلتم من مهامكم؟
لكن من حسن حظك نحن في بلد لا يحترم الإنسان ولا شرعته، نحن في بلد ليس له حكومة أصلا
فأنت من تحكم، وأنت من تعذّب وأنت القادر
ماذا عساي أقول

لن أقول  لك شيء
لكنني سأقول لعلي أن يرفع دعوى ضد الأوستراليون والكانغارو وأنتم كلكم
،
أما إذا تعذّر  عليك  ذلك ، ما عليك يا علي إلا أن ترسل سوى البوجيات من الأن وصاعدا
ودع الأوستراليين يدققون في كل بوجي فايت والبنانيين في كل بوجي طالع
وقم بذلك بشكل يومي

أما بالنسبة لأسنانك يا علي فهناك عياده طبية خاصة بالأسنان تابعة للجامعة اليسوعية على طريق الشام، في مبنى الطبية قرب السفارة الفرنسية
أسعارهم جيده جدا وشغلهم تحفة

Thursday, 2 June 2011

ما عابلها

هيك مشي الحكي مني
وقف يدّق عليها وهيّ غفيانة
ما عابلها تحكي، ما عابلها تبكي
عابلها تحلم
قريت كتب الحلا كلن
رسمت حالها 
وغفيت

Wednesday, 1 June 2011

بيروت باي بايك - Beirut By Bike


 بأصابع الميبس
إن أردت احتساب المرات التي أوقفني فيها جهاز قوى الامن الداخلي على اليمين فهي تخطت عدد الشعيرات القليلة المتبقية على رأسي، ومع مرور الزمن  أصبحت أقرب الى الصلع فقد خفّ عامل الاشتباه بي لدرجة اني نسيت هذا الشعور المقلق كلياً، إلى ان اتى ذاك اليوم الذي كنت فيه راكباً دراجتي الهوائية على كورنيش البحر، وإذ بي أجد نفسي امام عنصر قوى الامن الداخلي الذي قرر أن يضع نفسه حاجزاً لقمع سائقي الدرّاجات الهوائية المخالفين لكافة قوانين السير، مثل التزمير والسرعة والمرور بعكس السير بالاضافة الى مخالفة القوانين البيئية الناتجة عن عدم الصيانة للمحركات وطبعاً كما الرابط المباشر بين سائقي الدرّاجات الهوائية وترويج وتعاطي المخدرات وسرقة السيارات والمنازل، ودون أن ننسى الرابط بين هذه الدرّاجات وعامل الفساد الموجود في أجهزة الدولة ومشكلة الخدم المسجلين بإسم كفلاء وهميين
فجأة ظهر أمامي ذاك العنصر المنضبط مادداًّ يده كالكابتن بوب  مشيراً إلي برأسه الى اليمين، وطالبا مني اوراقي الثبوتية. كانت أول ردّة فعل البحث عن الكاميرا الخفيّة لكني لم أجدها بل وجدت بعض الشبان والشابات الموقوفين ينتظرون مصيرهم بناءً لقرار سيتخذه قائد سرية العمليات في دائرة السير. اقترب ذاك العنصر مني وعاود طلب اوراقي بنبرة مخيفة جعلني اشعر أنّه يعرف بأنني مواطن رافض لهيكلية وشكل الدولة والتسلّط.
نظرت الى زملائي الموقوفين و"طنّشت" طلب رجل القانون لأني بصراحة لم يكن بحوزتي الا مفتاح سيّارتي، كباقي الموقوفين الذين تركوا اوراقهم الثبوتية في محل تأجير الدرّاجات الهوائية الذي لا يعطيك دراجة إلا إذا إحتفظ بأوراقك. فكانت أول عقبة بوجه عنصر الأمن هي عدم وجود مستندات لاثبات شخصية هؤلاء الموقوفين فارتأى أن يحل هذه المشكلة بإجراء مكالمة هاتفية. فأخذ تلفونه وتمشى من آنكل ديك إلى الرملة البيضا. في هذه الاثناء اتى احد الموقوفين وسألني إذا كانت دراجتي ملك او أجار . اجبته انها مرهونة لمصرف الإسكان.
وبعدها لمح هذا العنصر المخضرم أنّه يريد حجز الدرّاجات الهوائية لكنّه لم يجد آلية (ونش) جاهزة لشحن الدراجات الهوائية الموقوفه لأن حسب ما علمنا كانت مشغولة في ضبط الدراجات النارية في ضواحي بيروت الجنوبية والشمالية.

في هذه اللحظة وبينما كنت اتأمل البحر والسماء أدركت كم أنا "غشيم" وعديم المسؤولية لأني لم ألتزم "بآرمات" عدم السماح بالمرور للدراجات الهوائية، و"بهيم" لأني اخترت أن أقود دراجتي على الكورنيش وليس على خط الدرّاجات الهوائية الذي وضعته حديثاً بلدية بيروت في كامل أنحاء المدينة تشجيعاً لأصحاب الدرّاجات الهوائية وطبقاً لاتفاقية كوبن هاغن لتخفيض نسبة الكاربون الأوكسيدي الثاني في أجواء المدن
لقد جعلني عنصر قوى الأمن الداخلي أشعر بالذنب والخطيئة والجريمة والجناية كون سائقي الدرّاجات الهوائية على كورنيش البحر هم آخر مرحلة لإستيفاء الشروط للإنضمام الى الوحدة الاوروبية بعدما تمّ مكافحة الفساد وتحسين ظروف السجون وتفعيل حقوق الانسان وخفض نسبة الدين العام وإزالة جميع المخالفات المبنية على أراضي الغير وإلغاء الاحتكار الاقتصادي وتفعيل استقلالية الجهاز القضائي والمحاسبة و تخفيض الضرائب لتحفيز عامل الاستثمار وخلق فرص عمل وضبط الحدود ومكافحة التزوير والتقليد وإنارة الشوارع وتشجيع الزراعة والصناعة والسياحة ناتجاً عن خطة الدولة الانمائية الخمسية وتخفيض سن الاقتراع، وتأليف الحكومة وإيجاد الأستونيين السبعة الخ... فبعد كل ذلك لم يبق الاّ نحن سائقي الدراجات الهوائية الموقوفين، عقبة في طريق ازدهار ونمو الوطن والامة.
إنتهى بيان قوى الأمن الداخلي في إطلاق سراح الموقوفين لعدم إيجاد أدلّة كافية ومرور سائق درّاجة نارية بقربنا وكان يتحدّث مع عشيقته وعلى ما يبدو أنّ الحديث كان مشوّقاً فاصطدم بالدركي، وقع على الأرض حاملاً جواله. أطلق سراحنا باتصال من خافيير صولانا كان قد اتصل به صاحب محل تأجير الدراجات لأن هناك بعض الأولويات قد تسبق القضاء على مخالفين السير ليصبح لبنان جزاً من الوحدة الأروبية فمثلاً إحدى الأولويات كما علمنا هي وضع الجنرال ميشال عون رئيساً للجمهورية و إنتخاب وليد بك نائباً له تبعاً لترسيخ سياسة الدولة المهلوسة الوهمية التي يكون أحد أركانها هو حق العودة للاجئين السوريين وحق مشاهدة الشعب اللبناني دوري كرة القدم المختلط بين 8 و 14 أذار على قناة الستالايت الغير مشفّرة
  .