هناك أنواع أخرى من الخوف كنت أواجهها بالجبن والتردد وهو خوف الإنتقال من موقع حزبي إلى آخر ومشقة التعرف على أناس جدد ومهمة جديدة وبعد الحرب كانت مشقة التعرف على مهن جديدة والالتزام بدوام والعمل في أجوائها يثيران فيّ الذعر والإنكفاء عن العمل ومحاولة تركه ومغادرة المكان والهروب من ضغطي النفسي وتنشق الهواء الذي يمنحني الحرية ويمنع من تفاقم داء الربو الذي أعزوه إلى مشاكلي النفسية لذلك لم أنجح في حياتي المهنية على أنوعها ولم أوفق في إمتلاك أي شيء أو الترقي في الحياة رغم الفرص والظروف الجيدة التي صادفتني في بعض الحالات التوتر والذعر سيدا الموقف والخوف من المجهول وضغوط العمل والجدية المصاحبان لكل بداية تضنيني لذلك أحاول دوماً التخفيف منها بالسخرية لتذليل الصعوبات على
نفسي التي لا تنجح دوماً.
الإرباك
له مشاكله الأخرى ومحاولات معالجته كانت
مستمرة من قبلي فكنت أركز إنتباهي على
تصرفات الآخرين دوماً لأتعلم
منهم كيف يتصرفون حرفياً لأستدعيها في ذهني فور وقوعي في ظروف أفترضها مشابهة ما يجعل الأمر كله مفارقات ضاغطة محزنة ومضحكة ومبكية في مختلف الأوقات الأمر الذي يجعلني مشلولاً عاجزاً فاقد الحيلة لأبادر وأنقذ نفسي والآخرين من الورطة التي أوقعت نفسي بها إنها معضلتي الكبرى دوماً وأحاول دوماً التفتيش عن حلول لمعضلات أفترض أنها ستقع معي مستقبلاً مكرراً التجربة ذاتها كل مرة ما يجعل رأسي يدور ويدور إلى أن أتعب دون أن أتمكن من النوم أو حتى أخذ قيلولة صغيرة في السرير فأنا دائماً متيقظ ويغالبني النعاس في دوام العمل في ذروته أي في الأوقات الخطأ.وكنت أستلذ بوجود الناس كي أدخل في سبات متقطع غالباً ما تنهيه واجبات العمل على أنواع ما عملت من مهن.الإنتباه يجعلني عديم الثقة بالناس ومتشككاً بنواياهم التي أعتبرها دوماً سيئة ولا بد لي من فحصهم بشكل مستمر ومراقبتهم وإبداء الملاحظات الكثيرة على تصرفاتهم التي أقيسها بناء لقيم مثالية أنا نفسي أعجز دوماً عن تطبيقها الأمر الذي ألزمني بسلم قيم أرضخ له نفسي الأمر الذي يجعلني قليل الحيلة والحركة أمام الخيارات الضيقة المتاحة أمامي نتيجة للمثالية أو الطهرانية في كافة سبل العيش ما جعلني راهباً دون أن أكون في أي دير بل كان ديري فضائي الذي كنت أحيا فيه دون أن أسمح لنفسي بالخطأ وإن أخطأت أعنفها وأجازيها أو أعاقبها شر عقاب إستمر هذا الشعور يلازمني حتى حين بلغت أزمتي ذروتها بعد أن عدت من هجرتي مريضاً فقررت وبعد نصيحة أحد الأصدقاء من السخرية من مرضي فسخرت من مرضي ومن الآخرين كعقاب لهم تحت ذريعة الإضحاك فكنت أضحك منهم ومن نفسي كنت اشعر بالذنب في قرارة نفسي الا ان الأصدقاء كانوا يستسيغون هكذا نوع من الوقاحة وكنت أحاول إقناع نفسي بصحة ما ذهبوا إلى تفسيره إلا أنني لم أزل غير مقتنع بما أقوم به من وقاحات وأحاول دوماً التخفيف من حدتها على نفسي بتذكر تبريرات وضحكات أصدقائي لها.عدم الثقة بالآخرين يولد عدم الثقة بالنفس وتمسي لعبة الشكوك متبادلة من الآخرين ومن نفسي ومن مرض قراراتها ومن خياراتها ومن تجاربها الفاشلة والتي أحللها بشكل دائم دون أن أجد السبيل للنجاح كما وأن فكرة تقديم النفس إلى الآخرين يظلله الخجل وعدم القدرة على التعريف عن نفسي بداية الأمر الذي يجعل التواصل مستبعداً والصمت سيد الموقف من قبلي والشرود الدائم والسهيان عن الأحاديث المتبادلة حيث تعوزني روح المبادرة للكلام أو المشاركة في الأحاديث أو القدرة على الإنسحاب من الجلسة حيث أنني أجهل الوقت المناسب للقيام بهذه البادرة أريد أن أجلس مع الناس إلا أنه كان لدي مشكلة في التواصل وإذا ماحاولت القيام بأية بادرة يتهدج صوتي وأرتجف وتبدأالشكوك تساورني لجهة صحة ما أقوله فيعود الإنتباه ليتحرك ويصاحبني في الأحاديث ما يجعلها مختصرة دون توضيح قصدي فأقع في سوء الفهم حين يتم تأويل أقوالي إنها معضلة كبرى في فتح الأحاديث وغالباً لا أشارك في المجادلات لأني متيقن من الفشل في مجاراة الآخرين في هذا الشأن.
منهم كيف يتصرفون حرفياً لأستدعيها في ذهني فور وقوعي في ظروف أفترضها مشابهة ما يجعل الأمر كله مفارقات ضاغطة محزنة ومضحكة ومبكية في مختلف الأوقات الأمر الذي يجعلني مشلولاً عاجزاً فاقد الحيلة لأبادر وأنقذ نفسي والآخرين من الورطة التي أوقعت نفسي بها إنها معضلتي الكبرى دوماً وأحاول دوماً التفتيش عن حلول لمعضلات أفترض أنها ستقع معي مستقبلاً مكرراً التجربة ذاتها كل مرة ما يجعل رأسي يدور ويدور إلى أن أتعب دون أن أتمكن من النوم أو حتى أخذ قيلولة صغيرة في السرير فأنا دائماً متيقظ ويغالبني النعاس في دوام العمل في ذروته أي في الأوقات الخطأ.وكنت أستلذ بوجود الناس كي أدخل في سبات متقطع غالباً ما تنهيه واجبات العمل على أنواع ما عملت من مهن.الإنتباه يجعلني عديم الثقة بالناس ومتشككاً بنواياهم التي أعتبرها دوماً سيئة ولا بد لي من فحصهم بشكل مستمر ومراقبتهم وإبداء الملاحظات الكثيرة على تصرفاتهم التي أقيسها بناء لقيم مثالية أنا نفسي أعجز دوماً عن تطبيقها الأمر الذي ألزمني بسلم قيم أرضخ له نفسي الأمر الذي يجعلني قليل الحيلة والحركة أمام الخيارات الضيقة المتاحة أمامي نتيجة للمثالية أو الطهرانية في كافة سبل العيش ما جعلني راهباً دون أن أكون في أي دير بل كان ديري فضائي الذي كنت أحيا فيه دون أن أسمح لنفسي بالخطأ وإن أخطأت أعنفها وأجازيها أو أعاقبها شر عقاب إستمر هذا الشعور يلازمني حتى حين بلغت أزمتي ذروتها بعد أن عدت من هجرتي مريضاً فقررت وبعد نصيحة أحد الأصدقاء من السخرية من مرضي فسخرت من مرضي ومن الآخرين كعقاب لهم تحت ذريعة الإضحاك فكنت أضحك منهم ومن نفسي كنت اشعر بالذنب في قرارة نفسي الا ان الأصدقاء كانوا يستسيغون هكذا نوع من الوقاحة وكنت أحاول إقناع نفسي بصحة ما ذهبوا إلى تفسيره إلا أنني لم أزل غير مقتنع بما أقوم به من وقاحات وأحاول دوماً التخفيف من حدتها على نفسي بتذكر تبريرات وضحكات أصدقائي لها.عدم الثقة بالآخرين يولد عدم الثقة بالنفس وتمسي لعبة الشكوك متبادلة من الآخرين ومن نفسي ومن مرض قراراتها ومن خياراتها ومن تجاربها الفاشلة والتي أحللها بشكل دائم دون أن أجد السبيل للنجاح كما وأن فكرة تقديم النفس إلى الآخرين يظلله الخجل وعدم القدرة على التعريف عن نفسي بداية الأمر الذي يجعل التواصل مستبعداً والصمت سيد الموقف من قبلي والشرود الدائم والسهيان عن الأحاديث المتبادلة حيث تعوزني روح المبادرة للكلام أو المشاركة في الأحاديث أو القدرة على الإنسحاب من الجلسة حيث أنني أجهل الوقت المناسب للقيام بهذه البادرة أريد أن أجلس مع الناس إلا أنه كان لدي مشكلة في التواصل وإذا ماحاولت القيام بأية بادرة يتهدج صوتي وأرتجف وتبدأالشكوك تساورني لجهة صحة ما أقوله فيعود الإنتباه ليتحرك ويصاحبني في الأحاديث ما يجعلها مختصرة دون توضيح قصدي فأقع في سوء الفهم حين يتم تأويل أقوالي إنها معضلة كبرى في فتح الأحاديث وغالباً لا أشارك في المجادلات لأني متيقن من الفشل في مجاراة الآخرين في هذا الشأن.
عدم
القدرة على التواصل جعلتني فاقد القدرة
على الترقي في عملي الحزبي فبقيت عنصراً
عادياً طيلة فترة مكوثي أو تفرغي في العمل
الحزبي الذي استمر لأكثر من عشر سنوات
دون أن أتمكن من تأمين أبسط مقومات العيش
لتأمين مستقبل عائلي كريم لي ولشريكة
حياتي حيث أني أعتقد أن ردود أفعالي
الفجائية والخارجة عن المألوف والغضب
غير المتوقع غالباً ما جعلني في وضع غير
جدير بثقة الذين يحيطون بي أو المسؤولين
وإن كنت محط تقدير وإعجاب على مستوى
العلاقات الشخصية بين رفاق الدرب الذين
كنت أكن لبعضهم مودة خاصة كانوا يبادلوني
إياها.
فقررت فجأة السفر والهجرة إلى أميركا الجنوبية كي أقوم بتأسيس عمل وعائلة وفتح صفحة جديدة في حياتي فسافرت وكنت أتوقع أن ينتظرني مستقبل جيد كي لا أقول باهر فكان بإنتظاري الإنتباه مجدداً معيداً تكرار حياتي السابقة إنما مع إضافات جديدة أكثر خطورة وهو تفجر مرضي النفسي ودخولي المستشفى في رحلة عودة صاخبة مفجراً نفسي وعائلتي على حد
سواء.
يتبع
الجزء الأول هنا: سيرة مريض نفسي | الجزء الأول
سيقام حفل توزيع مجاني لهذه السيرة نهار الإثنين ٢٥\٦\٢٠١٢ في