"بيروت بالليل" هو الفيلم الروائي الثالث للمخرجة اللبنانية دانيال عربيد، وهو من إنتاج ٢٠١١، ومن بطولة دارين حمزة وشارل برلينغ.
تدور أحداث الفيلم في بيروت، حيث تلتقي زها وهي مغنية شابة مع ماثيو وهو محامي فرنس يقوم بزيارة لبنان في إحدى الملاهي الليلة في بيروت. في الأيام التالية تثار شكوك حول ضلوع ماثيو في أعمال جاسوسية، بينما تتفاقم المشاكل بين زها وزوجها تحاول أن تتخلص منه. برغم كل هذه الصعوبات تعيش زها وماثيو قصة حب لا تخلو من المشاكل والعنف.
كان من المفترض أن يبدأ عرض الفيلم في لبنان في ١٩ كانون الثاني ٢٠١٢، لكن تم إبلاغ المخرحة اليوم بأن الفيلم لن يعرض في لبنان تحت ذريعة أن الفيلم يهدد السلم الأهلي اللبناني. يا أهلين.
لم أشاهد الفيلم بطبيعة الحال وربما لن أشاهده لأنه "ممنوع عليّ مشاهدته" من قبل الأمن العام أو "البابا الكبير" الساهر دائما ودوما على راحتي وأمني وسلمي الأهلي، لكنني على أتم الثقة أن دانيال عربيد هي أقل خطرا على السلم الأهلي من أي نائب في برلماننا.
أنا على أتّم الثقة أن دانيال عربيد هي أقل خطرا على السلم الأهلي من أي زعيم طائفة من طوائفنا الموقّرة.
أنا على أتّم الثقة أن دانيال عربيد هي أقل خطرا على السلم الأهلي من أي زعيم قبيلة أو عشيرة من قبائلنا وعشائرنا.
أنا على أتّم الثقة أن دانيال عربيد هي أقل خطرا على السلم الأهلي من أي جاسوس من جواسيسنا الكثر داخل أو خارج الزنازين.
أنا على أتّم الثقة أن دانيال عربيد هي أقل خطرا على السلم الأهلي من أي طفل يمشي في الشارع عندي وفي يده مسدس.
أنا على أتّم الثقة أن دانيال عربيد هي أّقل خطرا على السلم الأهلي من أي محطة تلفزيون لبنانية تبث السم والتفرقة والطائفية بشكل يومي.
الحقيقة أيها القراء الأعزاء، الأصدقاء والصديقات أن حرية التعبير التي نتباهى بها كلبنانيين أمام العالم هي ليس إلاّ أداة تسويقية للسياحة اللبنانية كقرب الشاطىء من الجبل أو مغارة جعيتا والتلفريك، في الوقت الذي بإستطاعة عسكري في الأمن العام، أو رجل دين من الكنيسة أو الجامع منع أي فيلم يحلو له، والذريعة دائما واحدة من الإثنين: إما تهديد السلم الأهلي، أو تهديد التعايش والتآخي بين اللبنانيين.
ربما حان الوقت في هذا القرن، القرن الواحد والعشرين أن يتعاطى كل منا بما يفهم. فيا حبذا لو نترك:
المخرجون للإخراج.
الميكانيكية للميكانيك.
العسكر للحرب وحفظ الأمن.
السنكرية للحنفيات والأدوات الصحية.
رجال الدين للدين.
إلخ...إلخ...إلخ
No comments:
Post a Comment